هذا ما حدث.. محمد قسم السيد : ناس تدفع وناس تشرب …………..

رأي : نادوس نيوز
…………..
تخيل يا (مواطن) ،عدد المشتركين فى خدمة مياه الشرب فى سجلات هيئة مياه ولاية الخرطوم، (975) ألف مشترك فقط لا غير ،السؤال المشروع لماذا (975) ألف مشترك فقط فى ولاية يقطنها أكثر من (10) ملايين نسمة ، وتمددت جغرافيا بالدرجات الثلاثة ،فى كل الإتجاهات قرى وحضر ؟ اليس في الامر عجب ؟ ما لم تبوح به الهيئة ،فى اللقاء التنويرى مع أجهزة الإعلام ، الذى أوردته (سونا)،هو أنها تعتمد على جيوب (975) ألف مشترك فقط ،فى تسديد تكاليف إنتاج المياه المتصاعدة بسبب الازمة الإقتصادية ،اما بقية الذين تصلهم الخدمة عبر الصنابير (مجانا) داخل منازلهم خارج (سجلات) الهيئة ، إذن المشكلة الحقيقية تكمن فى سجلات الهيئة ،مع ان عملية حصر المستفيدين من خدمة المياه ليست بالمهمة الصعبة و المكلفة والمرهقة، لان ادخال الخدمة ،يتم وفق دورة مستندية وإجراءات ملزمة عبر الشخص طالب الخدمة ،وتقوم الهيئة بالوصول الى منزل طالب الخدمة ، لاكمال عمليات التوصيل ،وبالتالى ليس من مبرر يعفى الهيئة ،من عدم حصر المشتركين بشكل دقيق و شامل ، وليس من مبرر لزيادة رسوم الاستهلاك ،الذى يمثل أسهل الطرق لتعويض فرق الإستهلاك الحقيقي لكل سكان ولاية الخرطوم ،وبين تكاليف الإنتاج المتصاعدة ،إعتماداً على شريحة لا تتعدى الـ 10% من جملة المستفيدين ،اى اكتفت الهيئة بعدد المشتركين المقيدين فى سجلاتها  عن بقية المستهلكين غير المحصورين ،مع إضافة عبء تسديد مرتبات العاملين ، وربما الفصل الثانى (التسيير) ،اليس هو الظلم بعينه ؟ لو تدبرت هيئة المياه في الأمر ،لوجدت ان عدد الذين تصلهم خدمة المياه أكثر من هذا العدد بكثير ،و لو حرصت على الوصول للعدد الحقيقي ،لما وجدت نفسها فى (دوامة) الحلول السهلة و المؤقتة ، لذلك لا نتوقع ان ينتهي مسلسل زيادة الرسوم على الخدمة بالزيادات المهولة الأخيرة ،فكلما ارتفعت تكاليف الإنتاج، اتجهت الهيئة إلى زيادة الرسوم .فى تقديرى مشاكل وأزمات ولاية الخرطوم الخدمية على وجه التحديد ،تكمن اولا و بشكل اساسي فى النظم الإدارية السائدة ،و العقول التى تديرها على قاعدة (ما تيسر من حلول متاحة) ،وهيئة مياه الخرطوم ليس هى الجهة الوحيدة التى تعانى من سوء التخطيط و خلو (الجراب) الإدارى من الحلول المبتكرة والمنطقية ،لذلك ظل المواطن فى ولاية الخرطوم يشكو من عدم إستقرار الخدمة ، ويشكو من ارتفاع تكاليفها  على محدوديتها  وشحها ،وظلت الهيئة تشكو من إرتفاع تكاليف الإنتاج ، والسؤال قائم ، لماذا (975) ألف مشترك فقط في ولاية تكتظ بالبشر ؟؟