رأي : نادوس نيوز
(أشرف الكاردينال) ،اسم نال شهرته عبر المال والاعمال ،ثم وجد طريقه لرئاسة نادي الهلال الامدرماني عبر مدخل المال و ليس لقدراته الإدارية الرياضية وليس لقوة الإنتماء للنادى العريق ،وطوال تاريخه كرئيس للهلال ،لم يحقق الفريق بطولة خارجية واحدة ، تحسب في ميزان (انجازات) الرجل ،ثم هو الآن يتجه بكليته الى السياسة تحت مسمى راعى (إتحاد أبناء شمال السودان للحقوق والتنمية) وتحت هذا العنوان السياسي ،دعا الى فتح إتفاقية السلام ،لانه يرى انها ( ليست قرآنا منزلا). والسؤال أين كان راعى الإتحاد ،حين كانت مفاوضات السلام مفتوحة على كل إتجاهات السودان، ولمدة عام لمناقشة كل القضايا ،و ليس قضايا دارفور وحدها ، فى مسارات متعددة ،كان للشمال نصيب منها ؟ لعله كان وقتها مشغول باشياء اهم من قضايا التهميش فى شمال السودان ،او ربما لم يخطر على باله انه يمتلك قدرات السياسي و الزعيم المناصر لقضايا التهميش، ليس فى الشمال وحده ، بل على نطاق الوطن ، حتى اكتشف اللحظة انه (الزعيم) المنتظر لرد الحقوق ورفع المظالم التى أوجدتها إتفاقية جوبا ،وليس المظالم الى ورثها أهل السودان جميعا ،وحين بدأ التطبيق الفعلي لمخرجات الإتفاق، احس الرجل ومن معه انهم كانوا غيابا ،وليس مغيبين عن ما جرى ،وعن ما خرجت به المفاوضات من بنود واجبة التنفيذ . المذكرة التى دفع بها الإتحاد المزعوم (الأحد) الماضى للوسيط الجنوبي ،وتضمنت مطالب مضاعفة نسب الشمال ،في السلطة والثروة بعد طى التفاوض و إدماج الإتفاقية فى الدستور الانتقالى ،والبدء فى تنفيذ بنودها ،ما هي إلا دعوة مقننة للفتنة ،اكثر من كونها دعوة لإحقاق الحقوق ،التى يعلم الكاردينال و جماعته من الذي أهدر حقوق الشمال ،لكنه احتمى (بالرياضة) للاستمتاع بالزعامة الآمنة لان ممارسة السياسة وقتها ،كان باهظ التكاليف وغير مأمون العواقب . أما قوله بأن إتفاق سلام جوبا همش الشمال والشرق والوسط ،فهو حديث يصنف الإتحاد بأنه حاضنة جديدة لتفريخ العنصرية و القبلية و إعادة إنتاج مفردة التهميش او انه يسعي لتكبير (الكوم) ليبدو زعيما قوميا وليس جهويا ،اما قوله : (لا يمكن أن يكون هناك اتفاق يميز منطقة عن أخرى في السلطة والثروة القومية ) ،يكشف جهل الرجل بالتمييز الإيجابى الذى نظرت اتفاقية جوبا من خلاله لواقع وانسان دارفور ،الذى يستحق أضعاف ما اقرته الإتفاقية ،لكن الكاردينال لا يرى الا من خلال منظار (الزعامة) تلبية لرغباته و طموحاته الشخصية وتضخيم لذاته ….