وكالات : نادوس نيوز
، قضت محكمة جنايات المنصورة أول أمس الاثنين بالسجن المؤبد للمتهم بقتل شقيقته حرقاً بسبب الميراث بمنطقة كفر الكردي في الدقهلية، بدلاً من الإعدام شنقاً بعدما روت الأم خلال شهادتها في المحكمة تفاصيل الواقعة وتوسلت للقاضي أن يبقي على حياة ابنها بعدما فقدت ابنتها.
ووقفت الأم أمام القاضي وأعلنت تنازلها عن الحق المدني، فيما أمرت المحكمة بإخراج المتهم من قفص الاتهام وطالبته بتقبيل يد ورأس وقدم والدته، لأنها أنقذته من حبل المشنقة.
وقالت الأم، وتدعى وداد هلال حسن إبراهيم من قرية الكردي بمحافظة الدقهلية، لـ”العربية.نت” إن زوجة ابنها “وراء كل ما حدث”، متهمةً إياها بالضغط على ابنها لحرق شقيقته وقتلها وحرمانها من الميراث.
وأضافت أن ابنها، وبسبب ضغوط زوجته، قتل شقيقته، التي تصغره بأعوام عدة حتى لا يستولي زوجها في المستقبل على الشقة، التي تقيم فيها مع والدتها.
وأضافت أنها فقدت ابنتها وكادت تفقد ابنها لو تم صدور حكم بالإعدام بحقه، لولا أن القاضي كان رؤوفاً بها وخفف الحكم عليه إلى السجن المؤبد.
وذكرت أن ابنها وقت ارتكابه الجريمة “لم يكن في وعيه، ولم يكن يرى شيئاً أمامه، وكأن الشيطان أعمى بصره وبصيرته”، مضيفةً أنها تأثرت بفقدان ابنتها، لكن عندما شاهدت ابنها في القفص بالمحكمة يبكي تأثرت أيضاً وانفطر قلبها عليه، وأشفقت على حاله وعلى أطفاله الثلاثة الذين باتوا بلا عائل.
وأضافت أن أولاد ابنها في حاجة له حتى لو كان في السجن، ولذلك، وخلال الجلسة، طالبت أن تتحدث للقاضي فاستجاب لها واستمع إليها، وأخبرته بما يجيش في صدرها كأم من خوف ولهفة واشتياق ورغبة في بقاء ابنها على قيد الحياة، حتى لا تفقد “عينها الأخرى بعدما فقدت العين الأولى”، في إشارة لابنتها. وأكدت أن القاضي تأثر بحديثها وصدقه وخفف الحكم على ابنها للأشغال الشاقة المؤبدة.
وقالت إنها تنتظر البت في الطعن المقدم “ربما يتم تخفيف الحكم عليه” لأقل من المؤبد، مشيرةً إلى أنها أم، ومن الصعب عليها في هذا العمر أن تفقد ابنيها الاثنين.
وذكرت السيدة وداد أنها حزينة على فقدان ابنتها، ولن تكون بخير لو فقدت ابنها هو الآخر، رغم جريمته التي أدوت بحياة شقيقته، وأدت لحرق الشقة التي تأوي أمه المسنة.
وتذهب السيدة المصرية المسنة مراراً لقبر ابنتها لتزورها وتحلم بأن يخرج ابنها من السجن، ولو بعد سنوات من أجل أولاده الذين فقدوا وجوده بسبب الطمع والجشع، معربةً عن ثقتها بأن الله سيعوضها عن كل هذه الأحزان والابتلاءات التي تعرضت لها.
وكانت النيابة العامة قد أحالت محمد زکریا محرز، 47 عاماً وهو صاحب سوبرماركت ومقيم في كفر الكردي في الدقهلية، إلى محكمة الجنايات لقيامه في أكتوبر الماضي بقتل شقيقته المجني عليها وداد زکریا محرز محمد عوف عمداً مع سبق الإصرار والترصد وحرقها، لخلاف سابق بينهما حول ميراثهما من الأب.
وأكد المتهم أنه لم يقصد قتل شقيقته، ولم يكن في وعيه وقت ارتكابه الجريمة، مضيفاً أنه اتفق مع والده على بيع منزلهم القديم، وتخصيص قيمته لتجهيز شقيقته، وبناء منزل آخر يكون ميراثاً لهما، لكن بعد وفاة الأب كتبت الأم المنزل باسمها واسم نجلتها فقط، وهو ما دفعه لارتكاب جريمته، حسب قوله.
العربية نت