الخرطوم / نادوس نيوز
كشف شاهد الاتهام الاول مسئول التنفيذات بلجنة ازالة التمكين السابق المقدم شرطة معاش عبدالله سليمان ، امس بالمحكمة تفاصيل خطيرة في محاكمة وزير الخارجية في العهد البائد إبراهيم غندور، والضابط السابق بالمخابرات اللواء انس عمر و(11) آخرين بينهم رئيس حزب دولة القانون والتنمية محمد علي الجزولى على ذمة تهم بإثارة الحرب ضد الدولة وتمويل الارهاب ومنظمات الاجرام والارهاب .
ويواجه (والي ولاية شرق دارفور الاسبق واللواء معاش أمن أنس عمر /وغندور/ والجزولي/ ومعمر موسى / وميخائيل بطرس ) ، الى جانب آخرين تهماً متفاوتة في الدعوى الجنائية بمخالفة القانون الجنائي السوداني، وقانون مكافحة الإرهاب.
معلومات خطيرة
وقال شاهد الاتهام الاول مقدم شرطة معاش وملحق لجنة إزالة التمكين السابق عبدالله سليمان عبدالله ، للمحكمة بانه وقبيل اسبوعين او يزيد من واقعة القبض على المتهمين في 29 يونيو 2020م حضر الى مكتب استقبال مقر لجنة ازالة التمكين بالخرطوم المتهم الخامس عماد الدين عثمان الحواتي ، وطلب مقابلته شخصياً لامتلاكه معلومات مهمة وخطيرة جداً بحد قوله ، منوها الى انه ووقتها حضر الى الحواتي وطلب منه الإدلاء بتلك المعلومات الا انه رفض الحديث عنها بالاستقبال وانما بمكتبه ، موضحا بانه وبالفعل اقتاد الحواتي لمكتبه وعرفه بنفسه بانه الامين العام للحراك الشعبي الموحد (حشد) وان لديه معلومات عن عقد اجتماعات لـ(8) أحزاب وتنظيمات وأجسام من بينها- على حد زعمه- كتيبتان أميرهما محمد نافع علي نافع ، بمركز التواصل للتدريب الذي يخص د.محمد عبدالكريم واجتماعات اخرى تعقد بمسجد جامعة افريقيا العالمية ومزارع بالعليفون واخرى عقدت بعمارة اولاد عدلان بالسوق العربي الخرطوم وان الغرض من تلك الاجتماعات تقويض النظام الدستوري وتنفيذ اغتيالات ، و تفجيرات ، وإثارة الارهاب ، وعمل تظاهرات خلال موكب مليونية 30 يونيو 2020م ، وفي تلك الأثناء قاطع المتهم الخامس (الحواتي ) شاهد الاتهام وظل يردد له وهو من داخل قفص الاتهام بالمحكمة (انت حالف قسم) ، حينها أسكته القاضي وبعدها لم تمض ثوان معدودة حتى ابلغ مندوب سجن الهدى المحكمة بان ادارته طلبت إعادة المتهم الحواتي الى السجن مرة اخرى قبيل موعد انطلاق المواكب والتظاهرات ، ومن جهته سمح القاضي للحواتي بمغادرة قاعة المحاكمة في حضور محاميه للدفاع عنه .
خلاف أنس والجزولي
وواصل شاهد الاتهام الاول أقواله للمحكمة الخاصة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية باركويت برئاسة القاضي علي عثمان ، وافاد بان المتهم الخامس الحواتي كشف له عن معلومات ايضا تفيد باستلام أموال بواسطة (غندور / انس /الجزولي ) مصادرها خارجية واخرى داخلية وذلك لتنفيذ مخططهم يوم الموكب ، كاشفا له عن حدوث خلاف حاد بين (انس /والجزولي ) وقتها حول كيفية صرف تلك الأموال خصوصا وان الجزولي بحسب ادعاء (انس ) قد أنفق تلك الأموال جميعا في طباعة كتب تحمل اسمه وملصقات دعائية كانت بصدد استخدامها يوم الموكب ، ونبه شاهد الاتهام الاول المحكمة بانه وبعد تمليك الحواتي له تلك المعلومات بمقر لجنة إزالة التمكين طالبه بان يذهب بباب آخر غير الباب الذي سيسلكه للخروج من المقر وان لا يلتقيه فيه مجددا أو يظهر فيه ، مبينا بان الحواتي كان مصدره لتلك المعلومات في القضية وكان يلتقيه يوما بعد يوم خارج مكاتب اللجنة ويملكه في المقابل تفاصيل الاجتماعات التي تديرها تلك الأجسام والتنظيمات الـ(8) ، وافاد الشاهد ان الحواتي كشف له عن دخول (4)كراتين ذخائر وسلاح مركز تواصل للتدريب في 28/ يونيو /2020م ، موضحا بانه وفور تلقيه هذه المعلومة قام برفعها لإدارة الشرطة العليا التي يتبع لها وتم توجيهه بالانتظار لإصدار امر تفتيش للمركز في البدء ومن ثم مداهمته في 29 يونيو 2020م ، مشددا على انه كان على اتصال هاتفي مع الحواتي الذي اكد له وجود مجموعة من المتهمين داخل المركز ، مشيرا الى انه وعند المداهمة لم يجدوا اي سلاح بالمركز او متفجرات او محضر اجتماعات او أموال وذلك بعد اطلاعهم من قبل الحواتي بانه تم نقله لموقع آخر لم يحدده له وذلك بعد وصول معلومة سرية بمداهمة المركز ، لافتا ً الى انه تم ضبط داخل المركز (طبول (دلوكة )، و(10) الآلاف نسخة من كتاب ألفه المتهم السادس د.محمد علي الجزولي، بعنوان الرؤية النقدية للوثيقة الدستورية ، بجانب ضبطه ملصقات لموكب معاش الناس المقرر توزيعه بالمليونية ، ومكبرات صوت ، ومئات اللوحات ، وعدد كبير من المستندات ، والأجهزة) ، منبها بان تلك اللوحات والملصقات والكتب تمت طباعتها بواسطة الاموال التي استلمها المتهمون (غندور/ أنس /الجزولي).
وفي ذات السياق كشف الشاهد للمحكمة بان(الحواتي ) افاده بان هناك (4) قناصة تم توزيعهم في الجامعة الاسلامية ، وقصر الشباب، والأطفال وشارع الـ(60) ، ومحطة سراج امدرمان ، لتنفيذ مخططات اغتيالات يوم الموكب.
كادر تصفية وعنف
وأوضح شاهد الاتهام الاول للمحكمة بانه تمت مداهمة المركز المملوك لدكتور محمد عبدالكريم ومديره التنفيذي المتهم السادس في القضية الا انه لم يتم القبض على المتهمين فيه وانما تم ضبطهم على بعد امتار منه ، موضحا بانه القي القبض على المتهم الثاني الذي كشف له الحواتي معلومات عنه بانه كادر تصفية وعنف وانه سبق وان قتل مسئول منظمة الدعوة الإسلامية بكادقلي ، موضحا بانه ايضا القي القبض على المتهم الثالث راشد تاج السر داخل العربة التي كانت تستخدم في التصفيات وكان برفقته المتهم الثاني والخامس (الحواتي ) ، مؤكدا بانه وبتفتيش العربة لم يجد بداخلها سلاحا ناريا وتم وضعها كمعروضات في البلاغ ولا يعلم اذا سلمت له لاحقا ام لا ، مشددا على انه لم يقد عربة المتهم الثالث مطلقا خلال القبض عليه ، فيما نبه الشاهد للمحكمة بانه تم القبض على المتهم الثامن معمر موسى ، داخل مسجد لجنة إزالة التمكين وهو يستخدم تطبيق الواتساب بهاتفه المحمول ، موضحا بانه وعلى الفور تم القبض عليه واقتياده امام وكيلي النيابة أبشر دلدوم ، واشقر القضيم ، اللذين أمراه بفتح هاتفه المحمول الا انه رفض ذلك وقال لهما بانه وفي حال قام بفتح هاتفه المحمول فإن ذلك سيقوده الى حبل المشنقة .
في سياق مغاير نفى شاهد الاتهام للمحكمة اعتداءه باللكمة (البونية ) على وجه المتهم الثالث راشد تاج السر ، حتى كسرت نظارته الزجاجية أو ركله بواسطة قدمه على بطنه مما استدعى نقله للمشفى وإجراء عملية جراحية له .
تسميم وشذوذ جنسي
وكشف شاهد الاتهام عبدالله سليمان ، للمحكمة ان الحواتي كان مصدره وسجل له زيارات عدة بسجن الهدى وكوبر وكان يصرف عليه وعلى ابنائه من جيبه الخاص ، موضحا بانه وفي احدى زياراته له أخبره الحواتي بانه تعرض للضرب داخل السجن من قبل المتهمين (أنس عمر /وجمال الشهيد ) وذلك في حضور المتهم السادس جمعة عريس ، كما أخبره كذلك الحواتي تعرض لمحاولة تسمم له من خلال وضع (سم ) له داخل مشربه ومأكله وهو بالسجن ، منوها الى ان المتهم الخامس الحواتي اخبره بانه دوما ما كان المتهمون يرددون له وهو بالسجن (يا خاين تخون اخوانك )، موضحا بانه وعندما فشلت تلك المحاولات ضد الحواتي من قبل المتهمين قاموا بترغيبه واغرائه بتسفيره لدولة تركيا وشراء عربة هايس له وتأمين مستقبله وابنائه ، كما نبه الشاهد المحكمة في أقواله بان المتهمين وقبل ذلك قاموا بنشر إشاعة داخل السجن بان الحواتي (شاذ جنسياً ) مما اضطرت ادارة السجن لنقله من القسم الذي به المتهمون الى القسم الخامس ومن ثم نقله لسجن الهدى ، وكشف الشاهد للمحكمة بان المتهمين لم يقفوا عند ذلك الحد بل قاموا بإرسال مندوب لزوجة الحواتي واخبروها باشاعة ان زوجها شاذ جنسيا مما دعا زوجته لزيارته برفقة شقيقها عدة مرات بالسجن لطلب الطلاق منه ، موضحا بانه وبعد ذلك تحدث مع زوجة الحواتي ، محاولا إثناءها عن طلب الطلاق من زوجها لان الحديث مجرد إشاعات .
هروب الحواتي وتسجيلاته
وفي ذات الاتجاه كشف شاهد الاتهام الاول للمحكمة بانه تلقى ذات مرة مكالمة هاتفية من الحواتي نقل له خلالها هروبه لثلاثة ايام متتالية من حبس ادارة الشرطة الامنية واختفاءه وتردده على السوق الشعبي الخرطوم و مسجد البرهانية وداخلية البركس ، منوها الى انه وفورا اقتاد عربته ووصل اليه بالقرب من استاد الخرطوم وقام بإعادته مرة اخرى للشرطة الأمنية بعد ان أقنعه ان الهروب لا جدوى منه .
وكشف الشاهد عن قيام الحواتي بتسجيل وإرسال تسجيلات صوتية له من داخل محبسه تحدث فيها عن جميع التفاصيل للاجتماعات للمتهمين وتفاصيل اخرى ، موضحا له بان قيامه بتلك التسجيلات من باب (الأمانة ) ولحفظ الامن القومي للبلاد.
أسئلة تجريمية
من جهتها رفضت المحكمة لرئيس هيئة دفاع المتهمين من الاول وحتى الرابع المحامي عبدالباسط سبدرات ، توجيه اي اسئلة لشاهد الاتهام (عبدالله سليمان ) تجريمية وليس لها علاقة بالقضية ، وألزمت المحكمة سبدرات بتوجيه الاسئلة واستسفار الشاهد حول وقائع الدعوى الجنائية والأحداث فيها ، وجاء قرار المحكمة عقب خوض سبدرات ، توجيه اسئلة للشاهد عن إجراء مجلس تحقيق معه ابان عمله بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات حول حادثة الشهيرة لكوافير الملكة بام درمان .
مصدر موثوق
وفي ذات السياق أكد شاهد الاتهام للمحكمة بانه لم يقم بكتابة او تسجيل المعلومات التي ملكها له الحواتي وذلك لسريتها ، مؤكدا بانه قام بالاحتفاظ بها في رأسه فقط ، ومن ثم قام بذكرها لوكيل النيابة الذي قام بتدوين اقواله في عريضة شكوى حولها كمبلغ في الدعوى الجنائية وبموجبه اصدر اذن تفتيش له لمقر المركز ومداهمته ، موضحا بانه انتدب من رئاسة الشرطة للعمل كمندوب مفوض ومسئول عن التنفيذات للجنة إزالة التمكين في ابريل 2020م ، موضحا بان القانون يسمح له كضابط شرطة بسماع المعلومات وأخذها من الحواتي دون الرجوع للضابط الأعلى رتبة منه خلال عمله باللجنة ، مشددا على ان الحواتي كان مصدره وموثوقا فيه وان معلوماته كانت فيها مصداقية لتسلسل الأحداث ،اضافة الى انه كان لديه مصدر آخر خلاف الحواتي كان يحضر تلك الاجتماعات للمتهمين الذي كان يؤكد له المعلومات التي ينقلها له الحواتي ، لافتا بان جميع أقواله في القضية كانت نتيجة معلومات الحواتي ومصادر اخرى لا يستطيع الإفصاح عنها للمحكمة ، مؤكدا بان الحواتي كان له دافع في تملكيه المعلومات لوضعه حسب فكره بان لجنة التمكين (ستحميه ) من بلاغ المدون ضده بسرقة اطارات سيارات من مخزن يخص أقباطا ، موضحا بانهم ولاحقا تفاجأوا بالحكم على الحواتي لثلاث سنوات جراء قضية السرقة وسجنه بالهدى وتغريمه مبلغ (10) آلاف جنيه . فيما حددت المحكمة جلسة أخرى للسير في إجراءات الدعوى الجنائية .
المصدر / صحيفة الانتباهة