وكالات / نادوس نيوز
توفي نقيب المحامين المصريين، رجائي عطية، السبت، عن عمر يناهز 84 عاما، داخل إحدى المحاكم بمحافظة الجيزة أثناء توجهه للدفاع عن محامين مصريين متهمين في قضية جنائية.
وتعد وفاة عطية الذي شغل أيضا منصب رئيس اتحاد المحامين العرب، تاريخية حيث أنها أول مرة يفارق فيها نقيب المحامين المصريين الحياة ن داخل إحدى المحاكم أثناء أداء عمله.
محمد محمود، أحد المحامين الذين شهدوا لحظة سقوط عطية قال لموقع “الحرة” إن “نقيب المحامين كان في طريقه لقاعة محكمة الجنايات بمحكمة جنوب الجيزة وقبل خطوات قليلة من القاعة سقط على الأرض وسط الزحام وقام المحامون على الفور بنقله إلى سيارة الإسعاف وسط أجواء مرتبكة”.
نقابة المحامين تتشح بالسواد لوفاة النقيب العام الأستاذ رجائي عطية تقام صلاة الجنازة على الفقيد الأستاذ رجائي عطية نقيب…
أضاف محمود الذي كان في المحكمة لمؤازرة زملائه المحامين الذين يخضعون للمحاكمة إن “نقيب المحامين توفي بعد وقت قصير من نقله لأحد المستشفيات القريبة”.
استكملت المحكمة جلستها بعد وفاة نقيب المحامين وقررت إصدار الحكم على المحامين المتهمين، الأحد، بعد مرافعة من جانب المحامين المدافعين عنهم.
المحامي محسن باتع، الذي حضر باقي إجراءات المحاكمة، قال لموقع “الحرة” إن “المحكمة بعد وفاة نقيب المحامين وجهت العزاء للمحامين جميعا وخيّرتهم بين تأجيل الجلسة لوقت لاحق وبين استكمالها فقرر أحد المحامين المدافعين عن المتهمين أنه سيستكمل المرافعة خاصة وقررت المحكمة الحكم في القضية بجلسة غد الأحد”.
وأعلنت نقابة المحامين المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام بسبب وفاة عطية وأشار النائب العام المصري، حمادة الصاوي، في بيان له إلى أن النقيب الراحل كان رمزا من رموز مصر وشيخا من شيوخ المحاماة المتميزين.
ونعته وزيرة الثقافة، إيناس عبدالدايم، أيضا واصفة مؤلفاته المتنوعة بأنها تركت أثرها على الفكر الإنساني في مصر والدول العربية.
وشيعت جنازة عطية بعد ساعات من وفاته في مقابر أسرته بمدينة السادس من أكتوبر بعد صلاة الجنازة على جثمانه في مسجد عمر مكرم القريب من ميدان التحرير وسط القاهرة الذي يعد أحد أشهر المساجد في مصر.
وبوفاة نقيب المحامين فإن مقعده أصبح شاغرا بما يوجب عددا من الإجراءات التي يحددها القانون لتحديد محام آخر لخلافته في النقابة واتحاد المحامين العرب.
وقال، عمر هريدي، عضو مجلس نقابة المحامين المصرية لموقع “الحرة” إنه “يتعين أن تجرى انتخابات جديدة على مقعد نقيب المحامين خلال 60 يوما من تاريخ خلو المنصب وهو ما سيعمل عليه مجلس النقابة الحالي حتى تسير الإجراءات وفقا للقانون”.
لكن مشكلة أخرى تواجه نقابة المحامين في انتخاب نقيب جديد تتمثل في صدور حكم حديث ببطلان تشكيل هيئة مكتب نقابة المحامين.
وذكر هريدي أن “مجلس النقابة سيتعامل مع هذه المشكلة من خلال عقد اجتماع يعيد فيه انتخاب هيئة المكتب ثم يفتح الباب لإجراء انتخابات على مقعد النقيب.
وينص قانون المحاماة المصري، الذي يحمل رقم 17 لسنة 1983، على أنه “إذا شغر مركز النقيب لأي سبب وكانت المدة الباقية له تقل عن سنة يقوم أقدم الوكيلين مقامه بشرط أن يكون ممن يزاول المهنة مستقلا فإذا زادت المدة الباقية على سنة يتعين على مجلس النقابة الدعوة إلى انتخاب نقيب جديد يكمل المدة الباقية للنقيب الأصلي وذلك خلال ستين يوما من شغر مركز النقيب” .
ويؤكد أنه “إذا شغر أحد أعضاء المجلس لأي سبب كان عين المجلس بدلا منه للمدة الباقية من العضوية المرشح الحاصل على الأصوات التالية في الانتخاب السابق”.
وفيما يتعلق برئاسة اتحاد المحامين العرب قال هريدي إنه “بحكم القانون فإن نقيب المحامين المصريين يكون بالتبعية رئيسا لاتحاد المحامين العرب، بما يعني أنه فور إجراء الانتخابات واختيار نقيب لنقابة المحامين المصريين سيكون بقوة القانون رئيسا لاتحاد المحامين العرب”.
وتولى عطية مهام نقيب المحامين المصريين، في مارس عام 2020 بعد معركة انتخابية مثيرة أمام النقيب السابق، سامح عاشور، وانتهت بفوز عطية بأعلى الأصوات للناخبين.
وحظي عطية بمسيرة قانونية طويلة كان خلالها أحد أشهر القانونيين في مصر والمنطقة العربية وكانت له العديد من المؤلفات القانونية العامة التي تعد مراجع للمحامين والعاملين بالقانون في مصر والدول العربية.
وكانت هالة عطية، الابنة الكبرى للنقيب الراحل، توفت مطلع يناير الماضي قبل أن يلحق بها بعد أقل من ثلاثة أشهر.
وتشير السيرة الذاتية لعطية أنه كان النقيب رقم 26 للمحامين المصريين ولد في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وحصل على شهادة الحقوق من جامعة القاهرة عام 1959، وعمل بالمحاماة منذ 61 عاما، وحصل على دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1961، وعمل بالمحاماة عام 1959 حتى 1961، ثم عمل بالقضاء العسكري في وظائفه المختلفة وبالمحاكم العسكرية من عام 1961 حتى 1976، وعمل محاميا مرة أخرى من 1976 حتى رحيله.
اشترك عطية في لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين والمنظمات الدولية والإقليمية، وفي العديد من المؤتمرات القانونية في مصر والخارج، وله اهتمامات أدبية وثقافية، وكتب برامج إذاعية مثل من هدي القرآن، من التراث العربي، في مثل هذا اليوم، الموسوعة الإسلامية، أضواء على الفكر العربي، معركة المصير.
وكتب عدداً من السيناريوهات للأعمال الدرامية التي قدمت في التلفزيون، مثل قصة رجل المال لتوفيق الحكيم، وقصة امرأة مسكينة ليحيى حقي.
وعمل محاميا في قضايا تاريخية للقضاء المصري مثل قضية التكفير والهجرة عام 1977 وقضية خالد الإسلامبولي 1981/ 1982 وقضية الجهاد 1982/ 1983 وقضية وزارة الصناعة 1986/ 1987 وبلغت عدد مؤلفاته وكتبه 102 مؤلفا، ورشحه مجمع البحوث الإسلامية لجائزة النيل للعلوم الاجتماعية لعام 2017 و2010 و 2016 .
عين عطية عضوا فى مجلس الشورى، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واتحاد الكتاب المصريين، وخبيرا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوا بالمجلس المصري للشؤون الخارجية.