هذا ما حدث
محمد قسم السيد … يكتب
6 أبريل
استحقت السلطات الحاكمة ،وسام الجدارة في التترييس ، اذ شهدت جسور ولاية الخرطوم ، اكبر عملية تتريس بالحاويات في تاريخ السودان، وامعانا منها في حماية السلطة وتحسبا لردة فعل الشارع ، أعلنت الأربعاء اجازة رسمية في ولايات السودان ،وحشدت القوات المشتركة ،في كل مكان، ورغم شهر رمضان، و ارتفاع دراجات الحرارة، خرج الشباب والشابات، وقطاعات مختلفة من الشعب السودانى ،في مواكب 6ابريل ،في تحدى واضح لظروف الطقس ، و التترييس ،و حشود القوات الأمنية ، المنتشرة في كل مكان، والتى كالعادة، استخدمت كل أدوات التخويف ، لاثناء المحتجين عن التجمعات، ومع ذلك تجمعوا وهتفوا واوصلوا رسائلهم للسلطة الحاكمة، والعالم الحر، و بعبارات واضحة وقوية، في تقديرى الكتل البشرية التى خرجت امس الأربعاء للمطالبة بالحكم المدنى سدت الطريق ،امام محاولات إبقاء السلطة في يد قلة ، لا تمثل الثورة ولا تمثل الشعب السودانى ،وأضحت الاستجابة لمطالب الشارع، الخيار الوحيد المتاح ،كما اغلقت الطريق امام، المبادرات التى تحوم حولها الشكوك .
الشارع عبر وبصوت عالى، عن تطلعاته للحكم المدنى ،و في سبيل ذلك قدم الشهيد تلو الشهيد ،و من الاستحالة التراجع ، فماذا من بعد الأرواح ؟
من يقرأ الشارع جيدا ، يدرك ان الإرادة الشعبية حتما ستنتصر ، وكل ما يجرى الان في الجهر والسر من ترتيبات ، للاستأثرا بالسلطة، دون رغبة الشعب
مصيرها الفشل ، وما هو الا تضييع للوقت وتأزيم للأوضاع أكثر مما هى عليها الان، والخاسر الأكبر من يقودون تيار الانفراد بالسلطة، اما الذين يدعمونهم الان، سينفضون من حولهم في هدوء، كلما شعروا بدنو الخطر، وتماسك الشارع الرافض لوجودهم، تحت ظلال السلطة، مواكب 6ابريل، أكدت ان لا تراجع عن الثورة وأهدافها وشعاراتها، ولك ان تقارن بين الثورات السابقة، وثورة ديسمبر، لترى الفرق ، الفرق الذى يفرض على المرء قراءته بشكل عميق للاعتبار والتبصر، ومع ذلك تعج تصرفاتهم بالمغالطات، دليل بصيرة لا ترى في الجيل الراكب رأس أشياء مختلفة، يجب التعامل معهم بشكل مختلف . من واقع مواكب 6ابريل لن تتوقف المواكب المطالبة بالحكم المدنى ، وبالتالى لا يلوح في الأفق بوادر حل سياسي متوافق عليه، يلبي مطالب الثورة، ثم اى حل يتجاوز الشارع يعني المزيد من التازيم، والعقلاء يدركون حجم الخطر ولكن هولاء لا يسمعون الا خداع المرجفين