هذا ما حدث
محمد قسم السيد … يكتب
مخرج مدخل خرم الابرة
الوثيقة التوافقية، بشأن ادارة الفترة الانتقالية، التى وقع عليها رؤساء، و ممثلو (79) من الأحزاب و الحركات المسلحة ،و مبادرات حل الأزمة ، مثلها مثل الوثائق السابقة ، لا و لن نضع حدا للازمة، لسبب واحد فقط ، كل الاحزاب التى وقعت ،لا تمثل الشارع، و لا تعبر عن الثورة، ثم الدليل ، قبل ان يجف مداد التوقيعات، أصدر حزب الأمة ،بيان ممهور بتوقيع الناطق الرسمي للحزب، قال فيه ان توقيع رئيس الحزب على الوثيقة، لا يمثل راى مؤسسات الحزب، و القفذ من مركب الوثيقة ،سيتواصل ، لسبب واحد كذلك، هو ان محاولات تبيض انقلاب 25 أكتوبر لن تجد الاستجابة من الفاعلين الحقيقين للثورة السودانية، ثم الوثيقة لم تختلف من سابقاتها، بالتالى لا تعتبر اختراقا للجمود السياسي الراهن، ولا تحمل في تفاصيلها مفتاح حل الأزمة ، ولا تمثل حالة توافقية يستند عليها ، الوثيقة التوافقية ، ومنذ تسرب مخططها للرأي العام ، واجهت برفضت واسع ،من داخل دوائر حزب الأمة و الحزب الاتحادى الأصل، فإذا كان الاختلاف على الوثيقة داخل الاحزاب الموقعة ،كيف يكون موقف الشارع منها، ثم اكثر النقاط خلافية، ما ورد في الوثيقة ( توسيع دائرة المشاركة السياسية لكافة المكونات في الفترة الانتقالية ،ما عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول ) الاحزاب والكيانات التى قدمت مصالحها على حساب الوطن والثورة وتضحيات الشعب ،لا ينظر إليها الا من زاوية احزاب تقنين الدكتاتوريات، وهذا هو الدور الذى ظلت تقوم به أحزاب الفكة ،حتي سقوط الإنقاذ والان تمارس نفس الدور ،وتسير في ذات الطريق، قاعدة (الفات مات )، لا تؤسس لنهج سياسي جديد ، ثم كل الموقعين على الوثيقة، خارج اعتراف الشارع ، وبلا قاعدة جماهيرية ذات تأثير باستثناء الأمة والاتحادىالاصل ، وهما سيواجهان بازمات داخلية كردة فعل على ما حدث وهذا ما حدث ويحدث بداخلها ، ثم تستهوينا حكاية التوقيع على الوثائق، وإطلاق المبادرات ، هكذا من باب ( انا أوقع اذن انا موجود) ، ثم من واقع التجربة والتجارب ،لا مخرج الا بالاستجابة لمطالب الشارع، فحالة الجمود ، واستفحال الأزمة، وضبابية الواقع ، نتاج طبيعي لوقوف الشارع في الجهة الرافضة ، للتسويات السياسية مدفوعة القيمة، ثم تستوهينا كذلك، حكاية حشد الارقام وتضخيم العدد ،لتكبير الكوم ( توقيع ( 79) من الأحزاب و الحركات المسلحة و مبادرات حل الأزمة) ، ثم اذا تأملت الأسماء والمسميات، ستكتشف حجمها الحقيقي ، وهذه تفسر كيف ولماذا تطفو الأجسام الخفيفة على سطح الماء ، وكيف تحدث البراميل الفارغة، دويا هائلا ، ثم اذا كانت هى احزاب ذات حجم و وزن، هل كان للثورة، التعرض للازمات والانتكسات؟ ، ثم ما كان من داعي للوثيقة ، ثم الحقيقة الأكثر مرارة، احزاب ( الفكة ) هى جزء من الأزمة ،ولو لم تكن كذلك لما كان شعار اللاءات الثلاثة حاضرا، في الشارع العريض . ثم الوثيقة التوافقية، هى كحال الذى يبحث عن مخرج من مدخل (كخرم ) الابرة…