هذا ما حدث
محمد قسم السيد … يكتب
مجرد ملاحظات
المتابع لتطبيق اتفاقية السلام خلال الفترة القليلة الماضية ،يخرج بجملة من الملاحظات، أولها ان مفاوضات جوبا كانت بين المكون العسكرى وقيادات الحركات المسلحة ،اما المكون المدني في مفاوضات جوبا، كان وجوده صوريا مجرد (تمومة جرتق ) ،ثانى الملاحظات ما كان هدف قادة الحركات من إتفاقية السلام غير الحصول على السلطة ،أيا كانت تلك السلطة ،وهذا يفسر حرصهم على الاصطفاف حول الحكومة القائمة بغض النظر عن إجماع الشعب عليها أم لا ،ثالثها، وضح جليا ان مفاوضات السلام في جوبا ذات شقين، جهري وسري، اما الجهرى، فقد اُعلن للشعب السودانى، وما تبع ذلك من حفل التوقيع على الاتفاقية بكل بنودها وتفاصيلها ،وما تبع ذلك من اقتسام السلطة والثروة ضمن إعلان الحكومة الانتقالية عقب انتهاء المفاوضات، اما السري، ما رأيناه ونراه عمليا قبل انقلاب 25 أكتوبر بقليل وحتى تاريخ اليوم ،الملاحظة لرابعة، لم ينهى أو يقلل اتفاق السلام من التفلتات الأمنية و التعديات القبلية في دارفور، ولم يحدث جديد فى ملف النازحين واللاجئين، والأوضاع الأمنية بشكل عام على الارض ، بالرغم من وجود كل هذا الكم من قوات الحركات المسلحة، وهذا يعني ان المواطن المعني بالسلام في دارفور اولا واخيرا، خارج اطار اهتمام الموقعين على اتفاقية السلام باسم دارفور، و هنا تكمن القضية، هل هولاء فعلا يمثلون اهل دارفور ،وهل بالفعل معنيين باستقرار إنسان دارفور ؟ الملاحظة الأخيرة ،اصطفاف الحركات الآن في هذه الحكومة ،يعني إمكانية توقيع ذات الاتفاق مع النظام السابق ، وبالتالى مسمى (حركات الكفاح المسلح ) ،ليست صحيحة ،فهو كفاح ذاتي للوصول السلطة، ومتى ما كان ذلك ممكنا كان تواليهم مع من يوقع معهم اتفاقية، و يضمن لهم تنفيذ الاتفاق ، وفى مقدمتها اقتسام السلطة والثروة ،ولعل حديث مالك عقار ،فى اجتماعات الثورية بالنيل الأزرق، اصدق دليل حينما قال ( نحن مع من يلتزم بتنفيذ اتفاقية السلام ) ،ثم عبارة الكفاح المسلح، ارتبطت في ذهن الشعب السودانى، بالكفاح ضد الحكم الشمولى، الذى لم يحقق لهم السلام والحرية والعدالة،بينما انقلاب 25 أكتوبر على حكومة الثورة الانتقالية ، اثبت انهم ابعد ما كانوا ويكونوا عن الثورة، والملاحظ كذلك ان قادة تلك الحركات ، ومنذ 25 اكتوبر، لم يشيروا من قريب او بعيد ،لضرورة العدالة الانتقالية ، ولم يتحدثوا عن المظالم التى وقعت في حق أهل دارفور ،على مدى سنوات النظام السابق، لا على مستوى العدالة في توزيع التنمية، ولا على مستوى الحقوق الاجتماعية، ولا على مستوى الدمار الذي لحق بانسان دارفور ، وكأنها لم تكن القضايا التى حملوا من أجلها السلاح في يوم من الأيام، ثم اكرر ما كتبته من قبل ،لو لا الثورة ونضال الشعب السودانى، لما وجد هؤلاء مقاعدهم في السلطة )