راي : نادوس نيوز
محمود صالح عبد الله
لن تشهد الخدمه المدنيه استقرارا ملحوظا بالسودان بعد اليوم . طالما الحكومة تتعامل مع مشكلة الأجور بعقلية الحلول الجزئية الفوقيه عن طريق المسكنات والمهدئات المؤقته ، فسياسة رزق اليوم باليوم لن تجدى نفعا هذه السياسة العقيمه والقديمه والمجربه والبأئسه لن تصل بالخدمه المدنيه الى بر الأمان لن تفيدها سياسة الهروب للأمام دون معالجات جذريه للمشكله او مايترتب عليها من أثار سلبيه ونفسيه ستدخل البلاد فى نفق مظلم لاتستطيع الخروج منه فى القريب العاجل . لان روشتة البنك الدولى فى زيادة الاجور والتى قام بتنفيذها وزير الماليه الاسبق وعراب اقتصاد حكومة حمدوك ابراهيم البدوى حينما قرر زيادات المرتبات حتى وصلت مرحلة فاقت ٥٠٠/
مما فاقمت وزادة الاوضاع سوءا ولم تحل مشكلة معاناة الموظف او العامل لان الاسواق مجرد سماع خبر الزياده ترتفع بصوره جنونيه لم يسبق لها مثيل وامتصت الزياده حتى اصبحت الزياده فى فتره وجيزه اثر بعد عين هذا دليل واضح على فشلها الذريع وعدم نجاحها فى بلد يعيش ظروف اشبه بالكساد الأقتصادى وتضخم كبير وعجز مالى كان اولى قبل الشروع فى الزيادات دراسة الاوضاع الاقتصاديه بصوره شامله ومنها السيطر على السوق وضبطه بأليات فعاله والحد من جشع التجار وتوفير احتياجات العامل عبر الجمعيات التعاونيه مثل برنامج سلعتى وغيره من التجارب الناجحه كان ارحم للجميع حتى الزيادات كان ينبغى ان تكون معقوله ومقبوله بصور لاتخل بالنظام حسب امكانيات البلاد والعباد
معالجة اختلالات الاجور ينبغى ان يكون فى مؤتمر عام بواسطة خبراء ومختصين واقتصادين وديوانين وبيوت خبره ومراكز استشاريه حتى يخرجوا بتوصيات فنيه وقانونيه تواكب متطلبات المرحله وتضع فى الحسبان وضع البلاد وتحقق نوع من العداله ، والمساواه ، والشفافيه ، وبالذات فى المرتب والأجر الاساسى او استحقاقات الفصل الاول كما يقولون بين كل الجهات وفئات العاملين بالدوله على مستوى الخدمه المدنيه ككل دون تميز ..
لعل الدراسه تقترح وتتضمن بعد التميز الأيجابى فى العلاوات والامتيازات حسب طبيعة العمل والمهام والدخل للجهة صاحبت الايرادات والمال
لكن معالجة الزايدات بالتجزاه والاقساط المريحه زنقه زنقه لن يخدم الحكومه كثيرا وسيولد مذيد من الاضرابات ،والوقفات ، الاحتجاجات ، والغبن ، وشئ من حتى ويعمق الأزمات والاضطرابات داخل نفوس العاملين وحوش الخدمه المدنيه الكبيره . اليوم الكهرباء وبعدها التجاره ،والمعلمين ، والاطباء ، والطرق ، وغيرها
وبالتالى قبول وتحقيق المطالب لجهه ما دون الاخري يشجع الكثيرين ويفتح الباب للولوج لبلوغ الغايات المطلوبه فى تحسين شروط الخدمه اوبيئة العمل تنافس بين جهات كانت راغبه او متردده ترى انها اولى من غيرها .
اى جهة تضغط بطريقتها واسلوبها الخاص فى تحقيق مطالبها التى تراها معقوله ومشروعه فى ظل التضخم الكبير وارتفاع اسعار السلع والخدمات .
كنا نأمل من الحكومه ترك مسألة الزايدات كما اسلفنا عاليه لمؤتمر عام وعضوية الديوان ولجنة الاجور المختصه وفق مقتضيات القوانين المنظمه للعمل ودراسة الاوضاع الاقتصاديه والمعيشيه ومن ثم العمل على الزيدات لكل العاملين لتحقيق الرضا الوظيفى وازاحة الغبن الذى سيترثب على النفوس جراء ماحصل من قرارات
سابقه فرديه صدرت من متخذى القرار ان لم يتداركوا الأوضاع وينظروا للأمور من زوايه منفرجه بصوره شامله وكامله و لازمه لاضرر ولاضرار فيها
لان الاستجابه لجهة دون جهه هى القشه التى ستقسم ظهر البعير وحينها لن ينفع ولات مندم .
حتى الان فى تقديرى الكوره فى ملعب الحكومه اوقفوا هذا العبث سياسة الكيل بمكيالين ستقضى على الأخضر واليابس اذا لم تتداركوا الامر واتسعوا جاهدين وتحققوا معيار المساواه فى الاجور الثابته للجميع دون محاباة او مجامله لاى جهة الا فى اطار القانون واللوائح والعرف السائد فى طريقة الزيادات المتعارف عليها
فانها ستفتح عليكم ابواب لاتسد ومنها ستدخل الفوضى والأعتصامات وجر البلاد والعباد الى مالايحمد عقباه فى ظل وضع هش اصلا وسيوله امنيه واجتماعيه لن تحتاج الى قشة كبريت لأن الحريق يأتى عبر ثقب صقير جدا وحينما يتسع الفتق على الراتق ويكون شعار العامل المسكين اخر المطاف (ان لم تستطيع سدها وسع قدها )
لانريد ان نرى بلادنا تواجه مصير مجهول وقاتم والحل بين ايدينا حتى الان (درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح ) ولكن يبقى السؤال ان لم يكن هذا الاسلوب فى شكل الزيادات غير نافع للجميع . هل هنالك تصور من طرف الحكومه او وزير الماليه يساهم فى حل مشكلة الاجور بصوره عامه ويلبى رغبات سبعه ملاين عامل بالدوله . على قدر المساواه طالما هم يعملون فى ظل دوله واحده
ويؤدون واجب وطنى واحد ويمرون بظروف فى غاية الصعوبه . وبالتالى يجب ان ترفع المعاناة عن كاهل العامل الذي يعيش فى شظف وتوفر له احتياجاته على الاقل تسد الرمق من مسغبه وتهدا النفوس من شح نهايك من رفاهيه بعيدة المنال.
هل شيخ جبريل والحكومه تمتلك حلول مرضيه حتميه انيه ام انها ستترك الامور تتدحرج الى درك سحيق ماذا يوجد فى جعبت الحكومه من مقترحات واطروحات عاجله ومستقبليه بعيدة الأجل
ام اننا امام معضله جديده من معضلات الحكومه المغلوبه على امرها !
اللهم اصلح حال البلاد والعباد ونجينا من ضنك المعيشه والفتن وسؤا المنقلب ياسميع ياجبار وسخر لهذه البلاد امر رشد
يجنبها من الانزلاق والفوضى والزلل والاخطاء
من قصار النظر