الركن(م) الهادي بشرى… لهذا السبب التحقت بالمدفعية عطبرة
هذا ما كان يحدث داخل جهاز الامن
سر عودتي من المعارضة
انا امدرماني قح
في سانحة لطيفة جلست القوات
المسلحة مع احد ابناء امدرمان البررة الذين لهم تاريخ ناصع البياض وادوار متعاظمة في نشأة جهاز الامن وولاية النيل الازرق واحد اعمدة سلاح المدفعية التي لا يشق لها غبار ويشار اليها بالبنان فكان هذا الحوار
اللواء الركن (م)الهادي بشرى حسن الشاذلي
ام درمان المجتمع والناس والنسبة وتأثيرها على حياتك العملية..
ام درمان وبكل فخر هي امي وهذا الحي يشكل من اعراق وقبائل مختلفة وعشقي ود نوباوي التي اسسها احمد ود نوباوي فارس بني جرار ونشأنا فيه نشأة دينية بحتة
جذوري من الشمالية منطقة الغابة
درست بمدرسة السيد عبد الرحمن الاولية وبيت الامانة الوسطى عبيد عبد الرحمن والمدرسة الاهلية الثانوية ومن ثم الكلية الحربية
*المدفعية رمزيتها في حياتك ودورها في المجتمع العطبراوي كشاهد على تداخل القوات المسلحة في المجتمع؟
من نعم الله علي وعطاءه دخولي لسلاح المدفعية لما تتميز به المدفعية من دقة غير مسبوقة وعدم التهاون في اي خطأ وبعضهم يعتبرون منتسبيها بهم شي من الفظاظة وهذا ليس صحيحا بل هو شي من الدقة .. مجتمع عطبرة والسكة حديد والمدفعية كيان واحد مترابط ومتآذر وذلك لما تمتاز به عطبرة من اختلاط مجتمعات قادمة من جميع أنحاء السودان
المختلفة وعطبرة تمثل لي امدرمان الثانية والسبعة عشر عاما التي قضيتها بها تمثل لي عمرا باكمله واحب احيائها كحبي لاحياء امدرمان مرتع صباي .( الداخلة الحصايا الجديدة)واصبحت جزء منها وهي جزء مني وادين لها بالولاء الكامل وافتخر بانتمائي لها لان شخصيتي تكونت وانا بها بصورة اوضح وانا برتبة ملازم والمدفعية عطبرة هي المكان المحبب لقلبي دوما
*التأهيل في القوات المسلحة الداخلي والخارجي وتأثيره على بناء شخصيتكم وتطورها؟
ذهبت في العام١٩٧٠ و١٩٨٠ الى الهند الدورة الاولى الأساسية للمدفعيةوهي تقوم على النسق الانجليزي والجيش الهندي ايضا يقوم على ذلك النسق .. ذهبت اليها برتبة النقيب وقد اتاحت لي هذه السفرية التعرف على المجتمع الهندي عن كثب والمامي بطبيعة عيشهم .. وعكس م تعلمناه عند عودتنا لوطننا .. هذا ما كان يطلب منا كضباط جيش وبعد ذلك ذهبت لبريطانيا وقبرص القاعدة البريطانية (كورس معلمين ) وعملت بالمعاهد(اكري توري ) العسكرية لمدة ليست بالقصيرة معلما للضباط وكنت احيانا فظا معهم وتلك ضرورة تعليمية في المعاهد في تلك الحقبة والقصد منها الاستفادة القصوى للمتعلمين … وذهبت لألمانيا للدراسة والمملكة العربية السعودية دورة اركان وحضرنا مؤتمرات مع جيوش اخرى كالامريكان عند حضورهم كلجنة تقييم السودان واستفدت من تلك الدورات الخارجية استفادة قصوى لانه يجب على قادة المدفعية ان يكون(الاسكوب) اعلى ليس في المجال العسكري فحسب بل المجالات الاخرى .. ولذلك تطور التدريب العسكري والتأهيل لمستويات اعلى… والاكاديمية هي أكاديمية حرب واكاديمية دفاع .. وخريجوها يستطيعون ان يديروا ادارات عسكرية ومدنية بكفآءت عالية
المدفعية اهلتني للدراسة في مدرسة المشاه والضباط الذين تدربو علي ايدينا اصبحوا الان من اكفأ الضباط وذلك لتلقيهم دورات اخرى متقدمة ومتطورة.. والجيش كون نفسه وصقل امكاناته وكان له دور قوي في المنظومة العسكرية
*الجيش في السياسة من خلال تجربتكم وتداخله مع المؤسسات المدنية اين يبتدئ التداخل واين ينتهي؟
الجيش والشرطة والامن لهم واجبات محددة بالقانون وهم مجتمعين واجبهم امن المواطن والعيش في طمأنية وهذه العملية بصورة عامة توجيه من القيادة العليا برأس الدولة والقائد الاعلى لكل القوات ويساعده في هذه العملية مجلس الامن القومي والمجلس القومي يرأسه رئيس الوزراء وذلك لضمان امن وسلامة الوطن والمواطن وايضا يدرسون المسائل بطريقة فنية ويقدموا تحليلا لها والمخارج والقرارات التي يمكن ان تنفذ و الرجل المسؤول الان سواء كان رئيس الوزراء او الوزير وهو يعطي طرق حل مفتوحة ويذكر محاسن ومساوئ القرار ويعمل بقراره .كما كان بالنسبة لي في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري بان هذه الاسرار التي عرفتها عن جهاز الامن وتصفيته والديمقراطية الثالثة بان اسأله اين اذهب بها قال لي( تلحقني بيها في مقابر احمد شرفي)
وهذه اشياء أخلاقية ولكن يمكن توثيقها وحفظها…. عودا على بدء العلاقة بين العسكر والسياسة علاقة يحفظها القانون واللوائح المنظمة لاعماله يسودها الاحترام المتبادل وعلى الجهات العليا توفير الامكانات المطلوبة لاداء العمل سواء كان في الجيش او الشرطة.. والقيادة العامة هي دايما الآمر الناهي
*مقارنة بين فترة الانتقال نحو الديمقراطية كما عايشتموه في ابريل الانتفاضة والانتقال الحالي والتعديلات والدروس والعبر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جددوا السفينة فان البحر عميق واكثروا الزاد فان السفر طويل والعقبى كؤود) هذا الجيل به ضباط يسعون دوما للمواكبة والتطور غير المسبوق
انتفاضة سوار الدهب بعد اتفاق الشعب بخلع الرئيس جعفر محمد نميري كان الاتفاق قيام انتخابات بعد عام.. فظهرت بعض الخلافات بين المدنيين في ذلك العهد و الجزولي دفع الله وعدد من الوزراء كنت في تلك الحقبة المكلف بحل جهاز امن الدولة والفرق بين تلك الفترة وتواجدي فيها والفترة الحالية ان أبناءنا في الجيش يجلسون على الجمر والظروف المحيطة بهم صعبة جدا داخليا وخارجيا .. فترة ال٣٣ عاما من عمر الثورة هناك تغييرات محلية وولائية وخارجية والجهات الخارجية اصبحت لا تبالي بالحكومة السودانية(تتعامل بقوة عين) والجيش السواني متحمل فوق طاقته كان الله في عونهم وهم رغم ذاك قادرون على المسير قدما دون تراخي فالمهمة صعبة وهم لها باذن الله
*انشاؤكم لجهاز الامن في الفترة الديمقراطية السابقة ٨٧… القوانين وفائدة التجربة؟
تجربة تصفية جهاز امن الدولة كانت تجربة رائعة.. فانا يوما لم احب الامن لما كنت اسمعه عنه وعن الممارسات التي تتم داخله … استدعاني الفريق سوار الدهب بعد الانتفاضة طالبا مني حصر ممتلكات جهاز امن الدولة لانه امر بحله وامرني بتسريح العاملون به … فكانت مهمة غاية في الصعوبة ولانني قبلها قد كلفت بمهام عسكرية تحقيق ومحاكمات عسكرية كانت لدي خلفية كيف اتعامل مع هذه المسائل الادارية بحنكة وفي التعامل مع الوزارات الاخرى والحمد لله انجزت المهمة بصورة جيدة واكتشفت خلال انجازي لها بان م قيل عن جهاز الامن والصورة التي كانت في مخيلتي لا صحة له اطلاقا وكان مجرد تلفيق وكذب لان هذا الجهاز من دونه لا تسير البلاد فهو من اقوى الاجهزة في السودان وما وجدته اكد لي بان اي فرد ينتمي اليه كان يقوم بواجبه على اكمل وجه .. ايجابياته اكبر من سلبياته هذا م تأكدت منه منذ بداية استلام المكاتب العليا و مدراء الادارات كانوا وزراء دولة ولواءات وكل الاسرار والملفات ذهبت بها بعد حلي للجهاز لسوار الدهب فطلب مني اعفاء وستر من كان به من الذين بهم اخفاقات واغلاط مارسوها… عارضته في بداية الامر لكنه اقنعني بان الستر واجب وكان رأيه صائب …واستعنا بكوادر هذا الجهاز فيما بعد ووجدنا منهم تعاون منقطع النظير ردا للجميل .. جمعت كل الوثائق واعطيتها للامن الداخلي والشرطة وتوجد صورة من القائمة في دار الوثائق المركزية وعندما احضرتها لسوار الدهب وجهني باعطاءها للحكومة الجديدة وكانت هناك وثائق لا يجب تسليمها الا لوزير الدفاع فانتظرت الى ان تسلم السلطة السيد الصادق المهدي فذهبت اليه وسلمتها له .وانجزت المهمة بنجاح .
استدعيت لانشاء جهاز الامن فانشأته للامن الخارجي فقط اولا … وعملنا مع وزارة العدل وغيرها بالموجهات التي وجهها مجلس الوزراء.. وتحولت لقانون واجيز من قبل مجلس الوزراء وذهب الى الجمعية التأسيسية واجيز وجاءنا كقانون يجب تنفيذه ..فاستعنت بضباط جهاز الامن السابق وضباط جيش وشرطة تم اختيارهم بتمحيص دقيق ليديروا الادارات وبدأ العمل بجدية بعد توفير الامكانات اللازمة.. بعدها بعام ونصف العام جاءت ثورة الانقاذ.
*تقييمكم لتطوير قدرات الجيش وتأهيله عدة وعتاد في العشرين عام الماضية مقارنة بما قبل ذلك؟
لايوجد امن اذا لم يعد الجيش مقابلة له اعدادا صحيحا لان هناك رصد من جهات اجنبيةخارجية بل لا يمكن الحصول على المعدات الا بوجود اتفاقيات فوق الاتفاقيات العادية والالتزام باشياء اخرى غير مرئية فالعملية غاية في الصعوبة.. والجيش عندما كان يقوم بواجبه في الجنوب اثناء الحرب في فترة الديمقراطية وصل لمستوى متدهور يفوق الخيال لدرجة انسحاب الحاميات نتيجة لضعف الامكانات والزخائر والمؤن وغير ذلك .. وجاءت الانقاذ وجلبت السلاح فوجود السلاح شيى ضروري فلولاه لتوقفت جميع المصالح فالباضرورة وجود سلاح وسلاح بكميات تغطي الاحتياج وتفيض .. فعند عودتي من المعارضة وجدت في الجيش امكانات عالية في المجهود الحربي ووقفت على التصنيع الحربي ومجهوده في هذا الصدد .. اعداد الجيش ماديا ومعنويا وتدريبه وتأهيله هو ما الزم الجانب الاخر بالتعاون والتفاوض(فائض وافاوض) وهنا اثبت الجيش قدراته القتالية بجدارة لان اعداده كان بصورة صاروخية رأيت ذلك في الدمازين .. في هذه السانحة اشيد بالجيش والامن والشرطة لاداءهم للمهمة على اكمل وجه وبالصورة المطلوبة .
والجيش الان لديه امكانات وقدرات افضل من التي كانت في السابق بكثير وذلك لانه اصبح يواكب التطور ويستخدم التكنولوجيا الحديثة
*تجربة النيل الازرق كوالي في فترة حرجة وتنفيذ الاهداف في فترة قصيرة وترك اثر ممتد لعدة سنوات؟
منذ ان كنت ضابط صغيرا كنت اذهب الى الدمازين والرصيرص وساكنو النيل الازرق يحبون العسكرية حبا جما ومشهورون بحب الانضباط والعمل العسكري فكانت الاضطرابات و عملية استردار الكرمك … ذهبت للتفتيش العام للتأكد من جاهزية القوة وكانت المرة الاولى لنزع الكرمك فاستردت الديمقراطية الثالثة الكرمك للمرة الثانية …فذهبت في العام ٢٠٠٠ واستطعت بحمد الله وبمساعدة القائمين على الامر ان نحل بعض المشاكل فيما يختص بالزراعة والوقود والمواد التموينية وما شابه .. انتهت فترتي الاولى بالنيل الازرق .. وحبي للنيل الازرق جعلني متابعا للأحداث حتى وان لم اكن متواجدا فيه وعلى البعد .. وعندما جد الجد استدعيت للمرة الثانية للذهاب للنيل الازرق وصلت القيادة العامة للتنوير في غرفة العمليات وذهبت ايضا للقيادة العامة بالنيل الازرق التنوير.. والجيش كان معد اعدادا كاملا للعملية وهي استرداد الكرمك للمرة الثانية وبحمد الله استتب الامن وعم السلام المنطقة وذلك بفضل الله وتفاني الجيش على رأسهم يحى ومحمد خير ومبارك كتي كجو والذين معهم في عملية الاسترداد وكنت في غاية السرور لما بذلوه من جهد وبحمد الله صلينا بها صلاة العيد . كانت مهمتي الأساسية في النيل الازرق هي التعلية في الخزان فكانت بها ١٢ قرية سكنية يجب بناءها واسكان ١٥٢ نسمة بها فكان لابد من متابعة الشركات العاملة والمقاولون واكمال العمل بسلاسة.. وعدت للنيل الازرق لافتتاح تعلية الخزان فكانت نهاية مهمتي التي استغرقت العام والعام ونصف
*عملك في الطرق والجسور والاتصالات
قضيت في المعارضة خمسة اعوام وعند عودتي كلفت بالعمل في الطرق والجسور والاتصالات.. كانت خصخصة المؤسسة العامة للطرق والجسور والمؤسسة العامة للاتصالات ومؤسسة البريد … استعنت بالمختصين في هذا الشأن ووجدتهم قمة في التطور والالمام بالتكنولوجيا وذلك لتدريبهم بالمانيا بأحدث الاجهزة مما مكننا من الاستفادة داخل المؤسسات من خبرتهم العلمية وانطلق الموبايل في زمن قياسي( استخدامنا له سبق استخدام الاخوة المصريين).. ووصانا في ذلك الوقت كيبولات الى حلفا والدمازين والكرمك بورتسودان وعطبرة طريق الانقاذ الغربي وتطورت سوداتل تطورا سريعا وكان اعجاب الالمان الذين يعاونون السودانين في هذا الانجاز الاتصالي.. كنت مستمتع بالعمل في الطرق والجسور والاتصالات وولاية النيل الازرق والمالية وذلك رغم العقبات التي واجهتني الا انني وبحمد الله تمت انجازات واضحة لمصلحة الوطن والمواطن ولم اقم بها وحدي بل المواطنون هم من شجعوني واعانوني وكان للتعليم العسكري دورا بارزا ايضا في هذه الانجازات.
*المعارضة
كنت لا اؤمن بالانقلابات فانا عسكري قح اعشق الجيش وقوانينه ولوائحه ولا اخالف القوانين سواء كانت خاصة او عامة هذه هي تركيبتي، فشعرت بان هناك أشياء لا تتفق ومبادئ فقررت مع اخوتي ، فتحي احمد علي وعبد الرحمن سعيد وشخصي بان نخرج.. الميثاق الوطني الديمقراطي هو كفاح غير مسلح وهو سلمي .. كانت كتائب جون قرنق وجيش الامة وجيش الفتح وقوة التحالف وقوات الشيوعية.. كان متوقع حل القوات المسلحة واعادة ترتيبها.. زملائي ذهبوا الى اسمرا ووقعوا ونحن خرجنا من السودان باعلان عسكري مبني على ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي هذه هي المعاهدة. والقيادة الشرعية أعلنت عن (عودة الى كلمة سواء) وطرحناها وكنا قد وصلنا لخطوات متقدمة اجتمعنا مع وفد من الانقاذ خارج البلاد في مكان معين بنية معينة واتفقنا على شيى معين ينفذ خلال ثلاثة أشهر وبين هذه وتلك ظهر اعلان اسمرا وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير) مع اخواني في القيادة الشرعية ومع التجمع وبعد توقيع الاعلان وضحت لهم بان هذا الاعلان خارج اطار ما تواثقنا عليه فاما تتنحوا او انسحب فكان انسحابي.. بعدها أعلنت صحيفة الحياة قيادي بالقيادة الشرعية يعلن انسلاخه من التجمع الوطني والقيادة الشرعية
فترتي التي قضيتها في الانقاذ سعيدا جدا بها .. وم حدث للانقاذ شيئ مقدر وفي الانقاذ رجال اخلاقهم اخلاق ملائكة وهم جنود مجهولين لا يصرحون بما يفعلون تجاه الوطن ولا يحبون اعلان م يقومون به واعتبرها الدينمو المحرك.
ثقتي بالجيش يوما لم تهتز..
*بماذا توصي العسكريين والمدنيين في الوضع الراهن.
اتقوا الله في البلد وابدأ بالسياسيين انظروا الى تجاربكم الاولى بعد اكتوبر لماذا الشتات بعد الاتفاق عودوا الى انفسكم وافسحوا المجال للجيل الجديد . لكل زمان حال ولكل اوان رجال