السودان.. السيطرة على جسر الحلفاية الاستراتيجي.. لمن دانت؟!
وكالات : نادوس نيوز
بعد مضي شهر على اقتتال العسكر بالسودان منتصف أبريل الماضي، صار سؤال السيطرة، يقف على رأس التساؤلات التي تشغل السودانيين.
جسر الحلفاية الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، يعد أحد الجسور العشرة التي يدور محور سؤال السيطرة حولها.
جسر الحلفاية أحد الجسور العشرة بالعاصمة السودانية التي قسمتها الأنهار ” النيل الأزرق، والنيل الأبيض، ونهر النيل” إلى مدن ثلاث- الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان- ويقع جسر الحلفاية بالاتجاه الشمالي للعاصمة المترامية الأطراف على نهر النيل، ويعتبر أكبر جسر عرضي بالسودان إذ يبلغ طوله 910 أمتار تقريبًا وعرضه27 مترا تقريبًا، ويتسع لستة مسارات بالأوقات العادية.
ويمثل الجسر أهمية استراتيجية قصوى، فعبره يمكن التوغل إلى أطراف مدينة أم درمان، والوصول إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية، والكلية الحربية السودانية شمال العاصمة من جهة أم درمان. كما يتاخم أقدم المقرات والمعسكرات ومعاهد تدريب قتالية تابعة للجيش السوداني بينها قيادة الفرقة التاسعة المحمولة جوا التي تشمل فرق المظلات، والصاعقة، والاقتحام الجوي.
كما تضم منطقة كرري العسكرية معسكر جبل سركاب “أكبر معاقل الدعم السريع بمدينة أم درمان” الذي دارت على تخومه معركة طاحنة بين الجيش والدعم السريع استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وأسفرت تلك المعركة التي احتدمت عند الساعات الأولى لبدء الاقتتال المسلح عن انتصار الجيش السوداني وبسط سيطرته على منطقة كرري العسكري كلها.
بعد انتهاء معركة جبل سركاب دانت السيطرة، منذ ذلك الحين وإلى اليوم، لا يزال الجيش السوداني يحكم قبضته على مدخل جسر الحلفاية، ولديه عدة ارتكازات بينها ارتكاز للجيش بمدخل الجسر وارتكاز آخر عند تقاطع شارع الجسر مع شارع الوادي، عند الطريق المؤدي لقاعدة وادي سيدنا الجوية. وعادة ما تقوم الارتكازات بفحص هويات الأشخاص والمركبات العامة والخاصة التي تعبر الجسر جيئةوذهابا. وتضم تلك الرقعة الجغرافية محطة المنارة للمياه التي تمد أجزاء واسعة بالأحياء السكنية بمنطقة كرري، الثورة، وأمبدة بالمياه الصالحة للشرب.
في وسط الجسر من اتجاه أم درمان للخرطوم بحري، هناك عربة محترقة تماما، تسببت في إغلاق مسار رئيسي بالكامل، ما يضطر المركبات التوجه للمسار الآخر، للعبور ذهابا وإيابا، كما توجد مركبات متفحمة بالكامل وهناك جثة مغطاة بملاءة، ملقاة فوق الحاجز الإسمنتي الفاصل بين المسارين الرئيسيين داخل الجسر.
مناطق سيطرة الدعم السريع تمدد من مدخل جسر الحلفاية بجهة الخرطوم بحري، ومنها جنوبا لوسط المدينة وشمالا لمنطقة الجيلي وقري عبر شارع المعونة، إلى مشارف الطريق القومي”التحدي” الرابط بين الخرطوم ونهر النيل. ويسيطر الدعم السريع على مؤسسات مدنية وخدمية حساسة للغاية أبرزها مصفاة تكرير البترول والتصنيع الحربي شمال الخرطوم بحري.
مع توغل المركبات إلى الجهة الأخرى بالخرطوم بحري تظهر ارتكازات الدعم السريع، حيث يأمرون العربات التي تمشي ببطء للتوقف لبدء تفتيش المركبة وفحص أوراقها وأوراق من بداخلها. كما يقومون بتفتيش الحقائب والهواتف النقالة خاصّة الهواتف الذكية، حيث يطلبون منك فتح الموبايل لفحص الصور والفيديوهات المحفوظة بالاستوديو، كما يقومون بمراجعة الأسماء بطريقة لا تخلو من الخشونة والغلظة وانتهاك سافر للخصوصية. وتنتشر ارتكازات ومركبات الدعم السريع بكثافة بالخرطوم بحري، وتعد منطقة شمبات أحد أكبر معاقل الدعم السريع بالخرطوم بحري، ويحكم الدعم السريع قبضته على جسر شمبات المؤدي لمناطق سيطرته بالمقر الرئيسي للإذاعة والتلفزيون بأم درمان.
عن مصدر الخبر
قناة العربية
