سطور ملونة
ما هو الموقف الٱن وماذا بعده
الحيرة تتملك الجميع بسؤال مخيف : ثم ماذا بعد ؟؟ والجميع يتوجس مما هو متوقع ، ويصعب عليه رسم سيناريو تكون خاتمته توقع النهايات ومٱلات الأوضاع ، لصعوبة الوصول للمعلومات وضعف الرصد والإحصاء المعهود في بلادنا .
لكن بناء على ما تم رصده لما جرى منذ انطلاقة التمرد وفق بيانات المتمردين أنفسهم وبيانات الجيش فإن الموقف الحقيقي يقول :
★خسر المتمردون ما لايقل بأي حال عن أربعين الف رجل بين قتيل وجريح أغلبهم قتلى في المعارك وأخرون قضوا بجروحهم لتعذر العلاج لدى المتمردين . وبضعة ٱلاف من الأسري وما لا يقل عن عشرين الف مقاتل من مستسلمين وفارين .
★ خسروا وأدام الله خسرانهم معسكراتهم ومقارهم بنسبة مائة بالمائة بما فيها مخزونهم من عتاد عسكري وذخائر ومؤن .
★خسروا ما لا يقل عن ثلاثة أرباع متحركاتهم من عربات التاتشر المسلحة والمدرعات .
★ خسروا أكثر من نصف مضاداتهم الأرضية التي فشلت بنسبة مائة بالمائة في إصابة الميج والسوخوي وحتي المسيرات . لكن نجحت هذه المضادات في إصابة بعض الصهاريج على أسطح البيوت .
خسروا الشعب السوداني بأگمله وخسروا التعاطف الدولي حتى من ربائهم لأنهم تجاوزوا كل المحظورات ولم يعد بالإمكان تبنيهم أو الدفاع عنهم فضاعت إلى الأبد المشاركة في الحياة السياسية في السودان .
★ خسر حميدتي أكبر كتلة ثروة يملكها كيان إقتصادي في السودان و ربما في أفريقيا كلها . وخسر إلى الأبد مصدرا للثروة ضئيل الجهد والمدخلات مهول وخرافي العائد .
★ خسر الجيش شهداء ربما تجاوز عددهم الألف وهذه خسارة ضخمة في رجال تقدر قيمة كل واحد منهم بعشرة ٱلاف من المتمردين .
★ خسر الجيش تلفا كبيرا في مباني القيادة العامة وبعض الوحدات كسلاح الإشارة .
★ خسر عربات وٱليات قد تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة بالمائة من عتاده في الخرطوم .
★خسرت العاصمة دمارا شاملا في المستشفيات والبنوك والمرافق الاستراتيجية والبنيات التحتية ودمر المتمردون البنية الصناعية بنسبة قد تصل إلى ستين بالمائة .
★ خسرت ٱلاف الأسر بيوتها وممتلكاتها نهبا وسلبا وتدميرا وفقدت كل ما تملك من ثروات وأموال وذهب بأيدي المتمردين بأكبر نسبة ثم بالمجرمين الذين أطلقهم المتمردون من السجون وعصابات النيقرز وبالسرقة من عامة المواطنين (الشرفاء) الذين كان يكبت لصوصيتهم الخجل وخوف القانون .
★ فقد سكان العاصمة جميعا الأمان من نزح منهم ليعاني شقاء النزوح وقسوته ومن بقي منهم تحت مظلة الرعب والخطر المحدق وضنك الحياة وبؤسها .
★ خسرت الأمة كرامتها بإذلال المتمردين لرجالها واغتصابهم لنسائها وهذه أكبر الخسائر التي لن تجبر بإعادة إعمار ولن تعوض إلا باقتصاص من المجرمين بتقتيل مروع يعادل ما اقترفوا من منكرات الموبقات .
★★ الموقف الٱن :
بقية المتمردين ينتشرون في عدة شوارع ومناطق كارتكازات يفرون منها بمجرد ظهور الجيش .
يستميتون في البقاء في بعض المناطق المؤدية إلى الوحدات العسكرية المهمة كالقيادة العامة والمدرعات . ولا (يسيطرون) على أي منطقة لكن تشتتهم هذا يعطي انطباعا زائفا بالكثرة .
★الجيش (يسيطر) على كل أنحاء السودان بما في ذلك دارفور .
★ إتفاق جدة إذا تم تنفيذه بمعني أنه لا يلغي السيادة الوطنية ولا يلغي الدولة والقوانين ولا يجعل للمتمردين وزنا مساويا للجيش ودولة السودان فإنه سيقضي على المتمردين تماما ويحولهم إلى ما يشبه مجموعة من الأرانب أخرجت من الجحور والأحراش إلى أرض فضاء تحيط بها الفهود الصيادة . وإذا أسيء التنفيذ فإنه يفقد المتمردين كل مكاسبهم على الأرض وكل فرصهم في الإحتماء بدروع البشر وبيوت المواطنين والمرافق الصحية والحيوية .
★المتمردون وحتى قيادتهم العليا لا تعرف كيف يكون الإلتزام بوقف اطلاق النار والذي لا يعني فقط رفع اليد عن الزناد سيخرقونه دون شك وسيرد عليهم الجيش ردا رادعا لذلك لا يتوقع أن يكون هذا الإتفاق نافعا في شيء . أو يوقف إطلاق النار إلا إذا كان تدمير شحنات الأسلحة وشاحنات الوقود وعربات المتمردين التي تحاول دخول مناطق ومرافق حيوية الا أذا كان ضربها لا يعتبر إطلاق نار . وإلا إذا كان احتلال المتمردين للمستشفيات ومرافق الخدمات التي تملكها حكومة السودان واختطاف المواطنين والنهب والسلب والاغتصاب إلا إذا كان هذا لا يخل بالإتفاق .
فالمتمردون لا يمكنهم مغادرة دروعهم البشرية في المستشفيات وبيوت المواطنين والمدارس وإلا فإلى أين سيذهبون !!
لكن هل حققت الحرب مكاسب ؟ نعم بل مكاسب ضخمة سيرد الحديث عنها لاحقا .
محمد أحمد مبروك